Répondre :

Réponse:

منذ أن وُجدت على هذا الكوكب، وأنا أتجول بين السماء والأرض، أعيش في الأنهار والبحار، أسقط كأمطار وأتبخر كشمس. أنا قطرة ماء، صغيرة في حجمها، لكن كبيرة في قيمتها وتأثيرها.

رغم أن الإنسان يعرف قيمتي جيدًا ويقدرني لأهميتي في حياته، إلا أنني كثيرًا ما أتعرض للمعاناة بسببه. هو يعلم أنني مصدر الحياة، فلا ينمو زرع ولا تحيا مخلوقات بدوني. ومع ذلك، لا يتوانى عن تلويثي بمخلفاته الصناعية والزراعية، يُلقي بنفاياته في الأنهار والبحار، يجعلني غير صالحة للشرب، وحتى لا تصلح لري الزرع.

كل يوم أرى نفايات البلاستيك تطفو على سطحي في البحار، أرى الكيميائيات تُفرَغ في الأنهار فتقتل الأسماك وتدمر البيئة. أرى كيف تُهدر المياه في الزراعة والصناعة بشكل غير معقول، رغم أن بعض المناطق تعاني من ندرتي وتعطشني.

ومع ذلك، هناك من البشر من يقدرني حق قدري. يُنشئون المحطات لتنقيتي، ويُطورون تقنيات لترشيد استخدامي، يُحاربون من أجل حماية مصادري ويحاولون بكل جهدهم أن يبقوني نقية. هؤلاء هم الأمل في أن يظل العالم ينبض بالحياة.

أتمنى من كل البشر أن يدركوا أنني، قطرة الماء، لا أطلب الكثير. كل ما أريده هو أن تُعاملوني بحب واهتمام، أن تحافظوا عليَّ لكي أستطيع أن أروي عطشكم، وأن أسقي زروعكم، وأن أظل أساهم في استمرارية الحياة على الأرض.